قيود الماضي

 كصورة بلا روح أصبحتُ، أسير هائمًا على وجهي، باكيًا في داخلي، كلما أسمع صوت منازعة تتسلل لذاكرتي ذكريات صراخ أحاول طردها منذ زمن بعيد ولم تتركني، أتذكر أبي وأمي اللذان دمراني كليًا، جعلاني مشوهًا، خائفًا، ضعيفًا، لا أقوى على فعل شيء، أنظر لمرآتي فلا أرى غير انعكاس لصورة طفل صغير باكٍ وكأنها لوحة قد رُسمت منذ آلاف السنين وحان وقت ظهورها، لوحة أرى بها نفسي صغيرًا، ممزقًا، ضائعًا لا أعرفُ وجهتي، إلى أين سأذهب؟ إلى أبي الذي عانيتُ من صراخه في وجهنا أنا وأمي! أم أمي الباكية التي دومًا ما تضع اللوم على وجودي! حتى الآن بعدما مر عهد طويل مازلت طفل باكٍ خائف منكمش على نفسه بجوار الحائط منتظر اليد التي تربت على كتفه وتجفف دموعه.

#إسراء_السيد



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم